فأنكر ذلك أهل الموسم، فبلغ ذلك عبد الملك، فعزله وكتب إليه يؤنبه فيما فعل. فقال: «ما أهون والله غضبه إذا رضيت عائشة، والله لو لم تفرغ من طوافها إلى الليل لأخرت الصلاة إلى الليل». انتهى.

وقد ذكر الزبير بن بكار بعض شعر الحارث بن خالد، الذى أنشأه لعبد الملك؛ لأنه قال بعد أن ذكر قصته مع عبد الملك: وقال (?) [من الطويل]:

عطفت عليك النفس حتى كأنما ... بكفيك بؤسى أو لديك نعيمها (?)

كأنى وإن أقصيتنى من ضراعة (?) ... ولا افتقرت نفسى إلى من يسومها

ومن شعر الحارث بن خالد هذا على ما وجدت فى حاشية نسختى من الجمهرة [من الكامل]:

لمن الديار رسومها قفر ... لعبت بها الأرواح والقطر

ومن شعره، على ما ذكر الزبير، فى امرأته أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص، وكان خلف عليها بعد عبد الله بن مطيع العدوى، وولدت لابن مطيع محمدا وعمران (?) [من البسيط]:

يا أم عمران مازالت وما برحت ... بنا الصبابة حتى مسنا الشفق (?)

القلب تاق إليكم كى يلاقيكم ... كما يتوق إلى منجاته الغرق

تعطيك شيئا قليلا وهى خائفة ... كما يمس بظهر الحية الفرق (?)

انتهى.

قال الزبير بن بكار فى ترجمة الحارث بن خالد هذا: وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذى يقول (?) [من البسيط]:

من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015