وكان لما جاور بمكة فى سنة عشر وثمانمائة، أو قبلها بقليل، أو بعدها بقليل، سد الباب الضيق من الغار الذى بجبل ثور بأسفل مكة، لكون كثير ممن يريد دخوله من بابه الضيق، انحبس فيه لما ولج فيه، وانتقد عليه ذلك كثيرا، شيخنا شمس الدين محمد الخوارزمى، المعروف بالمعيد، إمام الحنفية بالمسجد الحرام، ومنعه من الأخذ عنه، حتى يزيل ما سده. ويحدث توبة بسبب ذلك. وكان فى مجاورته هذه، خامل الذكر كثير التقشف والعبادة، سامحه الله تعالى. وأظنه جاوز الستين.
كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة، مليا.
توفى فى رمضان أو شوال سنة ست وعشرين وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، وهو فى عشر الخمسين أو بلغها.
نزيل مكة. كان معتنيا بالعبادة والخير، وللناس فيه اعتقاد. وله اعتقاد قوى فى محيى الدين بن عربى الصوفى.
جاور بمكة عشرين سنة أو نحوها، وسافر منها إلى المدينة النبوية زائرا، وأدركه الأجل بمكة فى العشر الأول من ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودفن بالشبيكة أسفل مكة، بوصية منه، بعد الصلاة عليه بالمسجد الحرام، وأحسبه بلغ السبعين، وأكثر ظنى أنه من كنباية من بلاد الهند وأعمالها، وكان يسترشدنى فى كثير من المسائل.
* * *