قومه، فأعطوه الولدان وجعلوا يطوفون به فى شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد. وفى رواية: أنهم كانوا يطوفون به والحبل فى عنقه، بين أخشبى مكة. وذكر فى صفة تعذيبه غير ذلك.

وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه، هو الذى أراحه من ذلك؛ لأنه اشتراه بخمس أواق. وقيل بسبع. وقيل بتسع. ثم أعتقه. وكان له خازنا، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا. ويقال: إنه أذن بعده لأبى بكر رضى الله عنه، ثم رغب عن ذلك فى خلافة عمر رضى الله عنه للجهاد، ويقال: إنه رغب عن ذلك فى حياة أبى بكر رضى الله عنه، وخرج إلى الشام مجاهدا. ويقال: إنه أذن مرة لعمر رضى الله عنه، حين قدم إلى الشام. فبكى عمر وغيره من المسلمين. ذكر هذا كله من حاله ابن عبد البر بالمعنى.

وقال ابن الأثير: وهو أول من أذن فى الإسلام. وذكر ابن الأثير خبرا فيه: أن بلالا رضى الله عنه، قدم المدينة زائرا، فقال له الحسن والحسين رضى الله عنهما: نشتهى أن تؤذن فى السحر. فعلا سطح المسجد فلما قال: الله أكبر الله أكبر، ارتجت المدينة. فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله زادت رجتها. فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، خرج النساء من خدورهن. فما رئى يومئذ أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم. انتهى.

ويقال: إنه لم يكمل الأذان حين أذن بالمدينة، فى قدومه إليها للزيارة، وأنا أستبعد قطعه للأذان بعد شروعه فيه. والله أعلم.

ومن فضائله: ما رويناه فى الترمذى مرفوعا، أن النبى صلى الله عليه وسلم، دعا بلالا، فقال له: «يا بلال، بم سبقتنى إلى الجنة، ما دخلت الجنة قط، إلا سمعت خشخشتك أمامى» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015