وسمى محمدا، وإنما اشتهر ببطال. فلذلك ذكرناه فى حرف الباء. ذكره الجندى فى تاريخ أهل اليمن.
وذكر أنه أتقن القراءات والنحو والفقه والحديث واللغة باليمن، ثم ارتحل إلى مكة، فلبث بها أربع عشرة سنة، فازداد علما ومعرفة؛ لأنه لم يترك أحدا من الواردين والمقيمين لديه فضيلة، إلا أخذ عنه، ولازم صحبة ابن أبى الصيف، وأخذ عنه، وأجازه فى سنة إحدى وستمائة، ثم عاد إلى بلده ذى يعمد فقصده الطلبة من أنحاء اليمن. وابتنى مدرسة بقريته التى كان يسكن بها، وتعرف بذى يعمد ـ بفتح الياء المثناة من تحت وسكون العين المهملة وكسر الميم وسكون الدال ـ ووقف كتبه وجملة من أرضه على المدرسة.
وله تواليف، منها: كتاب المستعذب المتضمن لشرح غريب ألفاظ المهذب، والأربعون المستخرجة من أحاديث الحسان، والصحاح الجامعة لما استحب درسه عند المساء والصباح، وأربعون فى لفظ الأربعين. وله أشعار مستحسنة.
وكان مع كماله فى العلم، ذا عبادة وزهادة وورع، وغالب زمانه يختم القرآن فى كل يوم وليلة ختمة. وتوفى لبضع وثلاثين وستمائة ببلده. انتهى.
عن ابن جريج. حديثه فى المزاح منكر. ذكره هكذا الذهبى فى المغنى. وذكره فى الميزان بنحو ذلك، وقال: تلو قوله فى المزاح. رواه الزبير بن بكار.
ختن أبى عبد الرحمن المقرى. روى عن سفيان بن عيينه، وأبى عاصم النبيل، ويحيى ابن سعيد القطان، وجماعة.
روى عنه البخارى تعليقا، وأبو داود، وابن ماجة، والفسوى، وذكره فى رجال مكة فى الأول من مشيخته.