وتنتهي التعقيبات بتهديد آخر ملفوف، عميق الإيحاء والتأثير في القلوب: «قُلْ: يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ».
إنه تهديد الواثق من الحق الذي معه، والحق الذي وراءه ومن القوة التي في الحق، والقوة التي وراء الحق .. التهديد من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه نافض يديه من أمرهم، واثق مما هو عليه من الحق، واثق من منهجه وطريقه، واثق كذلك مما هم عليه من الضلال، وواثق من مصيرهم الذي هم إليه منتهون: «إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» ..
فهذه هي القاعدة التي لا تتخلف .. إنه لا يفلح المشركون، الذين يتخذون من دون اللّه أولياء. وليس من دون اللّه ولي ولا نصير. والذين لا يتبعون هدى اللّه. وليس وراءه إلا الضلال البعيد وإلا الخسران المبين .. (?)