ومن إيقاع المعاني ماتراه فى ما بينها من تقابل وتناظر وتوازن وتكافؤ ورد عجز على صدر معنويّ وجمع وتفريق وتقسيم إلى آخر تنسيق المعاني ومراعاة النظائر ونسج المتقابلات في إطار الجملة والمعقد والسورة، بل إنَّ سورًا كاملة قامت على نهج التوقيع المعنويّ التقابليّ على نحو ما تراه فى سورة (محمد) وفى سورة (الحديد) أو منهج التوقيع المعنويّ التناظريّ كما تراه فى ما بين معاقد سورة (النحل) ، وما تراه من العموم الخصوص بين سورتي (النحل) و (الإسراء) فإنّ العلاقة بينهما كمثل العلاقة بين اسمية - جل جلاله -: (الرحمن، الرحيم) ، فالنحل منسولة من اسمه (الرحمن) و (الإسراء) منسولة من اسمه (الرحيم)

التحليل البيانى لإيقاع السورة القرآنية يعمد إلى النظر فى نوعى الإيقاع الصوتي والمعنويّ على السواء فانَّ أحدهما ليس أضعف أثراً من الآخر فى إنتاج المعني القرآنيّ فى قلب المتلقي، وإن يكن إدراك أثر الإيقاع الصوتي فى ذلك أسرع من إدراك أثر الإيقاع المعنويّ فإنّه قد يكون ألطف حين يدق، فيحتاج المرء معه إلى مزيد إعتناء ولقانية وخبرة ودربة.

. الجرس والايقاع في الأساليب البلاغية.

الناظر فى أساليب البيان العربى يدرك فيها جليا قوانين الإيقاع المدرجة فى باب الانسجام، وأكثر ما تجد هذا فى ما يعرف بضروب البديع سواء ما كان منها معنوياً أو لفظياً.

ترى ذلك فى أسلوب المطابقة بنوعيها: (الإفرادية: الطباق) و (والتركيبية: المقابلة) فهو أسلوب يعتمد على الإيقاع بين المعانى سواء بين المفردات أو الجمل أو الآيات أو المعاقد والفصول بل إنَّك لترى توقيعاً تقابلياً بين سور القرآن الكريم كما بين سورة (النساء) وسورة (المسد) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015