وهذا ليس تقليلا من شأن الأثر النفسي الذي يتولد من مراعاة الفواصل بل هو تعظيم لمكان البيان القرآني العَلِيّ، فالأعلى أن نشير إلى أنَّ إدراكنا للأثر النفسيّ للجرس والإيقاع أظهر وأقرب وآنس للنفس، وأنّه قد يكون لمتفرّسٍ نفوذٌ إلى ما لم ندرك من الأثر الموضوعيّ المتعقل المصاحب له في لطف.
ومن هنا ندرك أيضًا وجها من مقال غير قليل من أهل العلم بالبيان بأنَّ الحذف لمراعاة الفاصلة، وأن التقديم لذلك على نحو ما جاء عن " الشمس بن الصائغ " في كتابه " إحكام الراي في أحكام الآي " من أنّ المناسبة أمر مطلوب في اللغة العربية، يرتكب لها أمور من مخالفة الأصول (?)