«هو باب كثير الفوائد جم المحاسن واسع التصرف بعيد الغاية لا يزال يفترُّ لك عن بديعة ويقضى بك إلى لطيفة، ولا تزال ترى شعراً يروقك مسمعه ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر، فتجد سبب أن راقك ولطف عندك أن قدّم فيه شىء وحول اللفظ عن مكانه إلى مكان." (?)
فى قوله: «يروقك مسمعُه» آية على أن التقديم والتأخير رافد من روافد الايقاع الصوتى للعبارة.
وأبين من هذا ما تراه من تحليله لقول ابن المعتز:
وَإِنّي عَلَى إِشْفَاقِ عيْنِي مٍِنَ العِدَا
... لتَجْمَحُ مِنّي نَظْرَةٌ تُمَّ أَطْرِفُ
وقول سبيع بن الحطيم:
سَالَتْ عَلَيْهِ شِعابُ الحَيِّ حِينَ دَعَا
أنْصارَهُ بِوُجُوهٍ كالدَّنَانِيرِ
فأبان أن ما تراه من الطلاوة والظرف والحسن والحلاوة والأريحية والنشوة إنما يأتيك من مواقع الألفاظ واختيارها واختيار هيأتها وما الطلاوة والحلاوة إلاَّ من حسن إيقاع الكلام. (?)