وهذه القوانين السبعة مجملة فى بابين: (الانتظام والانسجام: تقابلا وتوافقًا) . الأشياء لا تكون منسجمةً الا اذا كانت منتظمة أما الاضطراب والتهوش، فهو جرثومة القبح فى كل شىء، وحين يكون الانتظام بين وحدات متكررة بينهما وجوه تناظر عديدة وبعض وجوه التغاير يتحقق الانسجام، فالتكرار المطرد المتلازم بين الأشياء المتنوّعةالمتلاقية من وجوه عديدة متساوية متوازية متوازنة يخلق فيها الانسجام والتناسب الذى هو معدن الجمال فى الأشياء.
فكلُّ جميل إنما جماله من انسجام عناصره (مبنى ومعنى) فيما بينها ومن انسجامه هو مع وظيفته ومن ثم لا ترى شيئاً جميلاً فى كل مقام وحال وسياق. (?)
. مجال الايقاع اللغوي.
البناء اللغوي القائم في سياقه الممتد يرتكز على أساس من علاقة التناظر والتقابل بين عناصره الجزئية ووحداته الكلية، وهذا الأساس هو روح (الإيقاع) لأنه كما تبين نظام يعتمد التناوب بين العناصر والوحدات المتناسبة والمتشابهة مما يحقق لها خاصية التردد المتطهر من عوامل الملل.
وهنالك نوعان كليَّان للإيقاع:
إيقاع صوتي، وإيقاع معنوي.
الإيقاع الصوتيّ ينشأ من أصوات الحروف والحركات فى الكلمة، ومن اختيار الكلمات ومن تنضييد الجملة من كلماتٍ، وما فيها من حركاتٍ ومدَّات منسُوقة، ومن منهج التَّركيب، ومواقع الكلمات، ومن طول الكلمات والجمل وقصرها، ومن مقاطع الجمل وفواصلها كلُّ ذلك روافد رئيسية يستجمع منها الإيقاع الصوتيّ.
. وقد هدى " عبد القاهر" إلى أثر اختيار مواقع الكلمات فى عزف إيقاعات البيان وهو بصدد التقديم لباب "التقديم والتأخير" يقول: