وهذه الخاصَّة فى اللغة العربية ظاهرة من تركيب حروفها على حدة، إلى تركيب مفرداتها على حدة، إلى تركيب قواعدها وعباراتها، إلى تركيب أعرضها وتفعيلاتها فى بنية القصيد» . (?)
فالعربى ذو نفس طروب فى جوهرها تتجلى مطامحها وإنفعالاتها وإندفاعاتها فى تعبير موسيقى موزون (?)
فإذا ما كانت العربية لغة موسيقية موزونة فى حروفها ومفرداتها فحروفها موزعة المخارج الصوتية توزيعاً موسيقياً وافياً فإنها فى نظم كلمات جملها أكثر اعتناء بالوزن والإيقاع، لأنهما دعامة البناء التركيبى للجملة فاذا التوازن بين العناصر الصوتية للجملة وافر باهر أيضًا على نحو لا تغفل عنه أذن واعية وقلب معافَى..
فالعربية فى أى أفق من آفاق البيان بها هى لغة الايقاع الحى المتجدد.
***
قوانين الايقاع.
يذهب أهل العلم بذلك إلى أن الايقاع تحكمه سبعة قوانين هى:
النظام
التغير
التساوى
التوازي
التوازن
التلازم
التكرار. (?)
هذه القوانين السبعة تعمل مجتمعة متلازمة لا متعاقبة فى انتاج الايقاع سواء كان صوتياً أو معنوياً، وهى قوانين تجتمع فى باب الانتظام والانسجام، فلن يكون هناك إيقاع لشىء إلاَّ إذا تكوَّن من أشياء عديدة منظمة منسجمة سواء كان هذا الانتظام تقابليا أو توافقيا، فإنَّ الانسجام والانتظام ينبثقان من بين المختلفات مثلما ينبثقان من بين المتفقات