***
(الايقاع) هو التواتر والتتابع بين كل متقابلين فى عالم المحسوسات، بل وفى عالم المعنويات.
وهو فى عالم اللغة توالى الصّوائت والصّوامت وانتظامها وأطّرادها على نسق خاص، فأساسه كما يقول أهل العلم رجوع الظاهرة الصوتية على مسافات زمنية متساوية أو متجاوبة (?)
والعربى بفطرته يعشق الإيقاع،ونشأته فى الصحارى الفسيحة جعلته معتمداً على أدراكه السمعيّ، فأصوات الرياح حين تهبُّ إيقاع تتلقفه أذنه الرهيفة، وحين يسكن الكون من حوله، يسمع خفق القلوب ووجيبها، ويسمع وقع الأقدام على الأرض وتوقيعها وهى على أميال عديدة، فهو ذو أذن واعية خفايا الهمس، فكان منطوق ألسنتهم متناغياً مع ما فطرت عليه آذانهم التى عشقت توقيع الأصوات، فاذا العربية لغة موزونة فى حروفها ومفرداتها وتراكيبها الفنية والموسيقية «فهى فى جملتها فن منظوم منسق الأوزان والأصوات لا تنفصل من الشعر فى كلام تألفت منه ولو لم يكن من كلام الشعراء.