ولمَّا كانت المعاني متنوعة وجدنا في العربية كلمات ما تزال تحمل في بنائها الصوتيّ آثارَ الحزونة والصعوبة التنغيمية بغية إعانتها على الوفاء بحق تصوير معناها بصوتها، فيكون منها عونٌ للمتلقى على أن يدرك المعنى الذي قد يجد من نفرة النفس عنه ما يعيقه بعض الشيء عن إدراكه وتعقله، فيبقى الأثر الصوتي معينا على إدراك المعنى الغريب الذي لاتأنس النفس بوقوعه وصحبته، كمثل ما تراه في اصطفاء الله - سبحانه وتعالى - كلمة: (ضِيزَى) في قوله- عز وجل -: (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) (النجم:22) وكلمة: (طغواها) في قوله - جل جلاله -: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) (الشمس:11)

المهم أنَّ جرس الكلمة رافد رئيسيّ من روافد الدلالة على معناها.

ونحن بحاجة إلى ملاحظة انتشار الأصوات الجهرية التى هي معدن جرس البيان القرآنيّ وتوزيعها؛ لتتبين لنا سنة القرآن الكريم فى التنسيق الصوتيّ بين الجهر والهمس الذى هما رافد الايقاع. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015