وهي في منهاجها التصريفي قد لا حظت العلاقة بين طبيعة أثر الصورة الصوتية للكلمة، والمعنى الذي تقوم الكلمة بحمله في سياقها الذي تدرج عليه،فهى لغة موسيقية موزونة فى حروفها ومفرداتها وتراكيبها فحروفها موزعة المخارج الصَّوتيَّة توزيعاً موسيقيًّا وافياً، فليس هناك مخرجٌ صوتيٌّ واحدٌ ناقصٌ فى الحروف العربية التى قسمت على حسن موقعها من أجهزة النطق المستخدمة أحسن استخدام يهدى إليه الافتنان فى الإيقاع الموسيقيّ، فاذا هى لغة شاعرة فى حروفها قبل أن تتألف منها كلمات.

والوزن والانسجام هما دعامة بناء الكلمة المفردة فى العربية، فاذا التوازن بين العناصر الصوتية للكلمة وافر باهر من جهة وهو يبيّن صورة المبنى ومافيه من المعنى كذلك، وكثيراً ما يسترشد بالمبنى فى نسقه الصوتيّ على فقه المعنى ولا نجد لغة كالعربية تناسقت منها أصوات كلماتها من جهة وتناسقت تلك الهيئة الصوتية المركبة فى كلمة مع معناها، فاذا الأحداث بادية فى الأصوات وإذا الأرواح تنِمُّ عنها الأجسادُ،أو يَشِي المظهر بالمخبر (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015