وليس يخفى عليك أنّي لست هنا إلى دراسة التصوير البياني في القرآن الكريمِ فاستقصى لك القولَ في أنماطه، وإنّما أنا إلى الإشارة إلى معالم تقوم على جنبات الطريق إلى فقه المعنى القرآني في سياق السورة، وهذا ما عُنِيت به، فبينت لك شيئًا من تلك المعالم قائمة في بيان شيخنا أبي موسى، وفي بيان أبي الحسن الرمانيّ " لتهتدي بهما، فيكون منك إحسان كما كان منهما.
-..رابعاً: التحليل البياني لجرس والايقاع..
... جماع الأثر في البيان القرآنيّ ...
ليس متوقفًا في التسليم به أنّ البيان القرآنيّ الكريم يحمل أثرين جليلين ممتزجين في بنائه اللسانيّ المعجز:
الأثر الأول: موضوعيّ متعفّل يمكن إدراكه وتعقُّله وضبطه والإبانة عنه الأثر الآخر: انطباعيّ نشعر به وندركه ونتبينه في قلوبنا وأرواحنا، ولكنَّ الجمهرة لا تضبطه، ومن ثَم لا نكاد نملك الاقتدار على وصفه وتبين معالمه وملامحه، بل قد يتعذر على كثير منا أن يحيط بمبعثه ومصدره
- الأثر الأول عنيت الدراسات البيانية به فيما عرف بأصول النظر في نظم البيان ومناهج تركيبه وأنماط تصويره، وفنون تحبيره، وقد قام بكثير من حقوق ذلك علم بلاغة العربية.
وهذا ما قرّر عبد القاهر الجرجاني في "دلائل الأعجاز " فريضة الإحاطة به، والوقوف على تعليل الحسن فيه والإبانة عنه، وقد جعلت بين يديك نصّ بيانه في هذا من قبل (?)
- والأثر الأخر النفسيّ الانطباعيّ ندركه من خلال جرس البيان وإيقاعه (?)