وكأنّه يلمح إلى أن عطايا هذا التشبيه تنمو بما يتردد فيه النظر المتأمل، وهذا يثمر صحة دلالتك عَلَى عَلِيِّ معاني الهدى إلى الصراط المستقيم، ومن ثمَّ رتّب عليه قوله (وصحة الدلالة)

وفي الصِّحة براءة من المعابة والعجز، فالصحيح نقيض السَّقيم أي لاشائبة ولا معابة فيه، وهذا يدلّك على أن تشبيه القرآن الكريم يحقِّق لك النَّظرُ النَّاصِحُ فيه شيئًا ممَّا تطلبه في ابتهالك في أم الكتاب: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6) . (?)

نقلت لك ما جاءك به " الرمانيّ" منذ عشرة قرون مضت لترى المعالم التي أقامها أسلافك على طريق فقه المعنى القرآني، فتهتدي كمثل ما اهتدى شيخنا " أبو موسى" فلم يقف جوادُه عند ما وقفت جياد الأسلاف بل أغذَ فِي السَّير، فكان منه الذي بدأت بذكره ليملأ قلبك، فتعلم أنّه مبني على حركة عالم مضى منذ عشرة قرون، وأنَّ لك أن تبني على ما بنى عليه شيخنا، فيتصاعد السفر إلى منازل الشرفاء. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015