نبذة عن الكتاب (12443)

المحتويات

المواضيع الرئيسية

لما أراد الله أن يخلق آدم بعث ملكا من الملائكة من حملة العرش إلى الأرض، فلما أهوى ليأخذ منها قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا. قال: فتركها، فلما رجع إلى ربه قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك به؟ فقال: يا رب، سألتني بك ألا آخذ منها شيئا يكون للنار غدا منه نصيب، فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك. قال: ثم أرسل آخر من حملة العرش فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب. قال: فتركها، فلما رجع إلى ربه قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك به؟ قال: يا رب، سألتني بك ألا آخذ منها شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا , فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك. قال: ثم أرسل آخر من حملة العرش، فلما أهوى ليأخذ منها قالت له مثل ما قالت للأول , فتركها، ثم رجع إلى ربه , فقال مثل ما قال الأول، حتى أرسل حملة العرش كلهم، كل ذلك تقول لهم مثل ذلك , فيرجعون , إلى ربهم , فيقولون مثل ذلك، حتى أرسل ملك الموت فلما أهوى ليأخذ منها قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك أن -[391]- لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا، فقال ملك الموت: إن الذي أرسلني إليك أحق بالطاعة منك "
في كتاب الله لآية قد أفسدت علي قلبي وشككتني في ديني، فقال له أمير المؤمنين: ويحك يا ابن الكواء، وما هذه الآية التي أفسدت عليك قلبك وشككتك في دينك؟ فقال له ابن الكواء: قول الله تعالى {والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون} [النور: 41] ما هذه الصلاة؟ وما هذا الصف؟ وما هذا التسبيح؟ فقال له أمير المؤمنين: يا ابن الكواء، إن الله تعالى خلق الملائكة في صور شتى، وإن لله ملكا في صورة ديك أشهب براثنه في الأرض السفلى السابعة، وعرفه مثنى تحت عرش الرحمن، له جناح بالمشرق من نار وجناح بالمغرب من ثلج، فإذا حضر وقت كل صلاة، قام على براثنه وأقام عرفه تحت العرش، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم، فلا الذي من النار يذيب الثلج، ولا الذي من الثلج يطفئ الذي من النار، ثم نادى بأعلى صوته: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وأشهد أن محمدا خير النبيين، فتسمعه الديكة في منازلكم , فتصفق بأجنحتها، فتقول كنحو من قوله، فهو قول الله عز وجل في كتابه {والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون} [النور: 41] "
بينا جبريل معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه إذ انشق أفق السماء، فدخل جبريل من ذلك خوف، فإذا ملك قد تمثل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تختار عبدا نبيا أو ملكا نبيا، فأشار إلي جبريل بيده أن تواضع، فقلت: عبدا نبيا. فارتفع ذلك الملك إلى السماء، فقلت: يا جبريل، أردت أن أسألك عن هذا , فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة، فمن هذا يا جبريل؟ قال: هذا إسرافيل، خلقه الله يوم خلقه بين يديه , صافا قدميه، لا يرفع طرفه، بينه وبين الرب سبعون نورا، ما منها نور يكاد يدنو منه إلا احترق، بين يديه لوح، فإذا أراد الله في شيء من السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح فضرب جبينه فينظر فيه، فإن كان من عملي أمرني به، وإن كان من عمل ميكائيل أمره به، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به، قلت: يا جبريل، وعلى أي شيء أنت؟ قال: على الريح والجنود. قلت: وعلى أي شي ميكائيل؟ قال: على النبات والقطر. قلت: وعلى أي شيء ملك الموت؟ قال: على قبض الأنفس، وما ظننته هبط إلا لقيام الساعة، وما الذي رأيت مني إلا خوفا من قيام الساعة "
جاءت من جبريل نظرة قبل السماء، فامتقع لها لونه حتى صار كرمدة، ولاذ رسول الله , فنظر رسول الله حيث نظر جبريل، فإذا هو بشيء قد ملأ ما بين الخافقين السماء والأرض، فقال: يا محمد، إني رسول الله إليك يخيرك أن تكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا، فالتفت إلى جبريل فإذا هو قد رجع لونه، ثم ضرب ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال: تواضع وكن عبدا رسولا، أو قال رسول الله: أكون رسولا. فرفع رجله اليمنى , فوضعها في كبد السماء، ثم رفع اليسرى , فوضعها في كبد السماء الثانية، ثم رفع اليمنى , فوضعها في كبد السماء الثالثة، ثم رفع رجله اليسرى , فوضعها في كبد السماء الرابعة، ثم رفع رجله اليمنى , فوضعها في كبد السماء الخامسة، ثم رفع رجله اليسرى , فوضعها في كبد السماء السادسة، ثم رفع رجله اليمنى , فإذا هو في السماء السابعة، كلما ارتفع بعد حتى كان مثل الفرخ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قال: وكان رسول الله يقول -[471]- لجبريل: يا رسول الله، وجبريل يقول للنبي: يا نبي الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: يا جبريل، لقد رأيت اليوم ذعرا، وما رأيت شيئا أذعرك من تغير لونك، فقال: يا نبي الله، لا تلمني أن أذعر من هذا، إن هذا إسرافيل، وهو حاجب الرب، وما يزول من مرتبته بين يديه منذ خلق الله السماوات والأرض حتى كان اليوم، فلما رأيته رأيت أنه قد جاء بقيام الساعة، وهو الذي رأيت من تغير لوني، فلما رئيت أنه إنما اختصك الله به، رجعت إلى نفسي، وهذا الذي ترى من أقرب خلق الله إلى الله، اللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، وهو ملك لا يرفع طرفه "
طور بواسطة نورين ميديا © 2015