لما أراد الله أن يخلق آدم بعث ملكا من الملائكة من حملة العرش إلى الأرض، فلما أهوى ليأخذ منها قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا. قال: فتركها، فلما رجع إلى ربه قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك به؟ فقال: يا رب، سألتني بك ألا آخذ منها شيئا يكون للنار غدا منه نصيب، فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك. قال: ثم أرسل آخر من حملة العرش فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب. قال: فتركها، فلما رجع إلى ربه قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك به؟ قال: يا رب، سألتني بك ألا آخذ منها شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا , فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك. قال: ثم أرسل آخر من حملة العرش، فلما أهوى ليأخذ منها قالت له مثل ما قالت للأول , فتركها، ثم رجع إلى ربه , فقال مثل ما قال الأول، حتى أرسل حملة العرش كلهم، كل ذلك تقول لهم مثل ذلك , فيرجعون , إلى ربهم , فيقولون مثل ذلك، حتى أرسل ملك الموت فلما أهوى ليأخذ منها قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك أن -[391]- لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا، فقال ملك الموت: إن الذي أرسلني إليك أحق بالطاعة منك "

37 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -[390]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بَعَثَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَلَّا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ غَدًا. قَالَ: فَتَرَكَهَا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ، سَأَلَتْنِي بِكَ أَلَّا آخُذَ مِنْهَا شَيْئًا يكُونُ لِلنَّارِ غَدًا مِنْهُ نَصِيبٌ، فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلْنِي بِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا، قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَلَّا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ. قَالَ: فَتَرَكَهَا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، سَأَلَتْنِي بِكَ أَلَّا آخُذَ مِنْهَا شَيْئًا يكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ غَدًا , فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلَْنِي بِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لِلْأَوَّلِ , فَتَرَكَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ , فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُ، حَتَّى أَرْسَلَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ كُلَّهُمْ، كُلُّ ذَلَكٍ تَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ , فَيْرِجُعونَ , إلى ربهم , فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَنْ -[391]- لَا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ غَدًا، فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ: إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنْكِ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015