إيطاليا وفرنسا، الذي كان يجتذب إلى بلاطه رجالاً ممتازين في العلم والأدب (?) ولا شك أنه تمم في عصره وبتأثير منه تقدم في تركيز الألفاظ والشكل والشعر فقد اجتمع في بلاطه شعراء من عدة جهات لهم لهجاتهم المحلية فتخلوا عن كثير من محليهم واتخذوا نموذجاً من القول يناسب المقام، ومن المنتظر أنهم فضلوا اللهجة الصقلية على غيرها في نظمهم (?) وصقلوا لهجاتهم ونبوها الخشونة والشذوذ اللذين فيها (?) .
ولكي نتصور الحال الأدبية لابد أن نذكر أن النظم حينئذ كان ألهية البلاط، كان فردريك وابناه ومستشاره يتابعون هذه الهواية، وكان الكتاب والقضاة والمحامون يخففون عبء الزمن البطيء بالنظم، حتى إن أحدهم تقدم مرة إلى فردريك وأنشده قصيدة فتوجه بإكليل ولقبه " ملك القريض " (?) .
حينئذ كان الأدب باللغة الدارجة قد أخذ ينافس الأب باللاتينية، ففتح أمام الناس ينابيع جديدة تهيء لهم التمتع بالحياة. وفي بلاط فردريك أخذ الوزن الشعري صورته التي جرى عليها الشعر الإيطالي فيما بعد (?) . وبدأت فيه بوادر القافية وأشكال معنية من الشعر منها Tenzone، Canzone.
ولكن هذا الشعر الذي نشأ في بلاط فردريك تقليدي محافظ ضحل، أولا لأنه نتاج جماعة أرستقراطية، وثانياً لأنه ترسم مثلا معنية كان قد جرى عليها شعر بروفانس مدة طويلة فتحجرت. فما كان من هذه المدرسة الصقلية وتقليدا لتلك الأمثلة بلغة جديدة فهو شعر ضعيف البنية في مهده، ولابد أن يظهر فيه الحبيب المهجور كالأوزة التي تغني أغنيتها الأخيرة، وهي تطلع في الغيب على