وتحمل دينا آخر تريد أن تبسطه على الجزيرة (?) . وتختلف المصادر في عدد الجيش الذي خرج مع أسد، ولكنها تتفق في أنه كان مكوناً من أشرف أفريقية من العرب والجند؟ ومعظمهم من الفرس الخراسانيين (?) ؟ وأسد واحد منهم؟ ومن البربر والأندلسيين وأهل العلم والبصائر (?) ولم يرتح أسد لاشتراك فيمى وأصحابه معه في القتال، فأمرهم أن يعتزلوا المسلمين (?) ، واستطاع؟ في وقت قصير؟ أن يستولي على عدة حصون بينها مازر، وأن يغنم غنائم كثيرة، غير أنه عاد فوقع في خطأ من جاءوا قبله، حين حاول فتح سرقوسة. حقاً إنه استطاع أن يضيق عليها ويحرق مراكبها ويقتل جماعة من أهلها، مستعينا بأمداد من أفريقية والأندلس (?) ، ولكن اسطولا من القسطنطينية وصل لنجدتها وكان الوباء قد تفشى في المسلمين وهلك من جرائه كثيرون فيهم أسد نفسه (?) . وكان أسد قد ترك في كل حصن استولى عليه حامية تضبطه فقل عدد جيشه. ولما رأى المسلمون شدة الوباء نزلوا في مراكبهم فمنعهم الروم من الخروج، وعندئذ أحرق المسلمون مراكبهم، ورحلوا إلى مدينة ميناو mineoفحصروها ثلاثة أيام وتسلموا الحصن (?) .
ونستطيع أن نجمل القول بأن الفتح العربي كما دون في كتاب التاريخ غير ملطف بجو اسطوري، أو مزوق بشيء من التهويل، ولكنه على واقعيته التي يتسم بها يكاد يبلغ حد المغالاة في تصوير المثابرة والنفور من الاستسلام،