واختار لكل موضوع خير من يمثله من الشعراء الصقليين. وتحدث البارون فون شاك عن الشعر الصقلي في كتابه:
Poesi Und Kunst عز وجلer صلى الله عليه وسلمraber In Spanien Und Sicilien
وفي المجلد الثاني من هذا الكتاب فصلان عن صقلية أحدهما للشعر والثاني للفن، وأولهما مصدر بمقدمة في الشعر الصقلي ثم بتراجم الشعراء الصقليين وترجمة شيء من أشعارهم.
وقد أفد مما كتبه هذان المستشرقان الجليلان عن الشعر فائدة جزئية، وجعلت همي في استقصاء مادة الشعر من المخطوطات والمطبوعات وجمعت منه قدراً صالحاً يصلح للدرس.
وتبين لي أن المصدر الأول للشعر الصقلي هو " الدرة الخطيرة من شعر شعراء الجزيرة " لابن القطاع (- 515 هـ) . غير أن هذا الكتاب لا يزال في طي الخفاء والموجود منه مختصرات ونقول. أما المختصرات فهي الآتية:
(أ) مختصر من الكتاب المنتخل من الدرة الخطيرة في شعر (الشعراء) الجزيرة تأليف أبي القاسم علي بن جعفر بن علي التميمي السعدي رحمة الله، اختيار الشيخ أبي اسحاق بن أغلب رحمه الله، ذكر فيه سبعة وستين شاعراً من شعراء جزيرة صقلية. وهذا الكتاب في المكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية (رقم 2216 تاريخ) وهو فصلة من مخطوط بمكتبة باريس (رقم 3418) لأن أولى ورقاته تبدأ بالرقم 96 وتنتهي بالورقة 110. وأول ترجمة فيه للأمير أبي القاسم عبد الله بن سليمان الكلبي، ثم لأميرين من أمراء الكلبيين، وليس هنالك ما يشير إلى ترتيب معين اتبعه صاحب المختصر، أو صاحب الأصل، وربما كان ابتداؤه بالبيت الكلبي إشارة إلى أن هذا هو الترتيب الذي سار عليه ابن القطاع نفسه.
ولست اعرف شيئاً عن الشيخ أبي إسحاق بن أغلب صاحب المختصر ولا عن العصر الذي عاش فيه.
وهذا المختصر ناقص فليس فيه أسماء سبعة وستين شاعراً كما جاء في المقدمة