في ولاية نوطس براً وبحراً، حتى استحق من المؤرخ النورماني ثناء عليه بالدهاء والجرأة والمهارة في القيادة، وإتقان الخدعة في الحرب (?) . وفي إحدى المعارك استطاع أن يكسر جردان ابن رجار (?) مما اضطر رجار أن يوجه إليه اهتمامه، غير أ، هـ عاد فانصرف عنه واحتل بأسطول كان قد بناه مدينة طرابنش سنة 1077م وهدم سورها، وتملك أرضها ووزعها على اتباعه (?) . ثم استولى على طبرمين سنة 1079م فلم يبق في يد المسلمين إلا جرجنت وسرقوسة وقصريانة ونوطس وبثيرة. ويحدثنا المؤرخ ملاترا أن ابن عباد استطاع في سنة 1081م أن يشتري بالمنح والوعود حاكم قطانية من قبل رجار واسمه رضي الله عنهencimino وهو لفظ قريب الشبه بابن الثمنة (وربما كان ابناً أو قريباً لابن الثمنة الكبير مما يدل على أنه كان يتعاون مع النورمان غير خائن واحد من تلك الأسرة) فسلمه هذا مدينة قطانية فاتسع سلطانه حتى أصبح لا يكتفي بالمقاومة والدفاع بل توجه سنة 1084 إلى قومه إلى قلورية ونهب ريو ونقطرة وعاد ظافراً. ورأى رجار أنه لابد من جولة حاسمه مع ابن عباد فقابله عند سرقوسة أسطول قوي سنة 1085، وأخذت سفن ابن عباد تغرق بعد أخرى، وكلما غرقت به واحدة وثب منها إلى واحدة لم تغرق، ولكنه زلت به القدم فتلقاه البحر، ويقول المؤرخ المجهول إن رجار أرسل جثته إلى الأمير تميم بإفريقية. وبعد ذلك القائد الجريء استسلمت سرقوسة لما قدر عليها أواخر أكتوبر عام 1086، وفي إحدى الليالي تسلل منها بعض زعماء المسلمين إلى نوطس ومعهم زوج ابن عباد وابنه (?) .
ثم سقطت جرجنت ولحقت بها قصريانة وكان أميرها ابن حمود، وقد تنصر هذا الأمير وطلب إلى رجار أن ينقله من قصريانة لأنه لم يعد يأمن