العرب في صقليه (صفحة 122)

ولأهمية موقعها، فأعدوا لحصارها خمسين سفينة جمعها جسكارد Guiscard من باري ومدن أبولية وتقدم بها من البحر، بينما سار إليها رجار من البر في جييش عدده ثمانية عشر ألفاً. وصب الأسطول على مينائها وأحاط بها الجيش البري إحاطة تامة، وظلت المدينة تقاوم الحصار مدة خمسة أشهر كان السكان في أثنائها شديدي الثقة بأنفسهم، حتى كانوا يأبون أن يغلقوا أبواب مدينتهم (?) . غير أن المؤن قلتْ فانتشرت بينهم المجاعة والوباء لكثرة الجثث التي تركت بالعراء دون دفن (?) . وشدد الأسطول الحصار وكان معظم السكان لجأوا إلى الميناء وأغلقوه بالسلاسل. غير أن الجوع الوباء والتعب جميعاً كسرت من شرتهم، فوقعت الخالصة أولا في أيدي الأعداء فدخلوا ينهبون ويذبحون السباب ويفرقون الأطفال فيما بينهم ليبيعوهم عبيداً (?) . ومع أن البلرميين كانوا يرون قدم المصيبة يطأ رقابهم فإنهم لم يكفوا عن الاختلاف والتناجر، وعجل اختلافهم وتناحرهم بسقوط المدينة القديمة بعد الخالصة، ودخلها رجار ووراءه فرسانه، واستولى على مسجدها وحوله إلى كنيسة.

وسلمت مازر لما رأت ما حل ببلرم، وانتهى الدور الأول من الفتح حين سقطت عاصمة الكلبيين سنة 464هـ - 1072م وظل النورمان عشرين سنة حتى تم لهم الاستيلاء على الجزيرة كلها، ولم يكونوا قد ملكوا في هذا الدور الأول إلا بلرم ومازر ومسينة وقطانية ولكنهم باستيلائهم على هذه المنطقة أحاطوا بما تبقى للأمراء المسلمين في سرقوسة وطرابنش وجرجنت وقصريانة (?) .

أما سرقوسة فقام فيها رجل اسمه رضي الله عنهenavert (ابن عباد) (?) ونظم المقاومة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015