الصقلي الشاعر ومحمد بن سابق الصقلي الملقب بالجزيري؟ نسبة إلى جزيرة شقر. هؤلاء هم اشهر تلامذته الصلقيين، ودرس عليه من غير صقلية أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر القصيري وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم الصيرفي وأبو الطيب عبد المنعم بن من الله القروي المعروف بابن الكماد (?) . وقد سمع عليه الصيرفي شعر أبي الطيب في شهر ربيع الأول سنة 459 وسمع عليه أبو العرب الصقلي كتاب أدب الكتاب لابن قتيبة وعن أبي العرب روى الكتاب بالأندلس إذ درسه في أواخر حياته حين مقامه بطرطوشة (?) . وقبيل سقوط بلرم ارتحل ابن البر إلى الأندلس فدخلها سنة 460هـ؟ (?) .
وقبل ان يتفرق تلامذة ابن البر في الأمصار، ويهاجر أستاذهم من بلرم، ألف تلميذه أبن مكي كتابه " تثقيف اللسان " ولولا هذا الكتاب لما استطعنا أن نحكم بوجود علاقة بين ابن البر وابن مكي إذ يقول المؤلف في مقدمة كتابه " وعرضت جميع ذلك على الإمام الأوحد العلم المفرد أبي بكر محمد بن علي بن الحسين بن البر التميمي؟ أيده الله - فاثبت ما عرفه وارتضاه، ومحوت ما أنكره وأباه، لأزول من مواقف الاستهداف، وأربح نفسي من عهده التغليط، وأقطع لسان كل حاسد، وأفل غرب كل مكابر ومعاند " (?) .
فلابد البر رأى في هذا المتاب، ولابن مكي علاقة به ولابد أن نفترض وجود هذه العلاقة قبل سنة 460هـ؟، لأن ابن البر غادر صقلية في هذا العام، وفيه أو بعيدة ارتحل ابن مكي إلى تونس حيث تسلم الخطابة فيها، وكان كما يذكر من ترجم له بليغاً في خطبه حتى إنها لم تكن تقصر عن خطب ابن نباته (?) .