رَبْع الهِدَاية أضحَى بعد بُعدهم ... معَطَّلاً ودم الإسلام مُنسَفِكُ
أين الذين على كل الوَرَى حَكَمُوا ... أين الذين اقتنوا أين الأُولَى ملكوا
وقفتُ من بَعدِهم في الدار أسألها ... عنهم وعَمّا حَوَوْا فيها وما مَلَكُوا
أجابني الطَّلَلُ البالي ورَبعُهم الـ ... ـخالي: نعم ها هنا كانوا وقد هَلَكوا
لا تَحسَبُوا الدَّمع ماءً في الخُدود جَرَى ... وإنما هي رُوح الصَّب تَنسَبكُ
ولما شاهد تُرَب الرُّصافة وقد نُبشت قبور الخلفاء وأُحرقت تلك الأماكن، وأُبرزت العظام والرؤوس! كتب على بعض الحيطان (?) :
إن تَرِد عِبرَة فتلكَ بنو العبـ ... ـاس حَلَّت عليهم الآفاتُ
استبيح الحَريم إذ قُتِلَ الأحـ ... ـياء منهم وأُحرِقَ الأمواتُ
ومما قاله -أيضاً- (?) :
يا عُصبة الإسلام نُوحوا واندبوا ... أَسَفاً على ما حَلَّ بالمُستَعصِمِ
دَسْت الوَزارة كان قبل زَمَانه ... لابن الفُرات فصار لابن العَلقَمِي!» (?)