والمشاهرات، وسُلِّمَت مفاتيح دار الخليفة إلى مجد الدين محمد ابن الأثير، وجُعل أمر الفرّاشين والبوّابين إليه، وتقدم للجاثليق بسُكنى دار علاء الدين ألطبرس الدويدار الكبير التي على شاطئ دجلة فسكنها، ودق الناقوس على أعلاها، واستولى على دار الفلك التي كانت رباطاً للنساء تجاه هذه الدار المذكورة، وعلى الرِّباط البشيري المجاور لها، وهَدَم الكتابة التي كانت على البابين، وكتب عوضها بالسّرياني!» .
ولقد قال الشعراء في واقعة بغداد أشعاراً كثيرة (?) ، منها ما قاله شمس الدين محمد بن عُبيدالله الكوفي الواعظ (?) :
بانُوا ولي أدمعٌ في الخَدّ تَشتَبكُ ... ولوعةٌ في مجال الصَّدْر تَعتَركُ
بالرُّغم لا بالرِّضا مني فراقُهم ... ساروا ولم أدر أيَّ الأرض قد سَلَكوا
يا صاحبي ما احتيالي بعد بُعدِهِمُ ... أشِرْ عليَّ فإنَّ الرأي مُشتَرَكُ
عَزَّ اللقاءُ وضاقت دونه حِيَلي ... فالقلبُ في أمره حَيْران مرتبكُ
يَعُوقني عن مُرادي ما بُليتُ به ... كما يَعُوق جَناحَيْ طائرٍ شَرَكُ
أروم صَبراً وقلبي لا يُطاوعني ... وكيف يَنهضُ من قد خانَه الورِكُ
إنْ كنتَ فاقد إلْفٍ نُحْ عليه معي ... فإننا كلُّنا في ذاك نشتركُ
يا نكبةً ما نجا من صرفها أحدٌ ... من الوَرَى فاستوى المملوكُ والمَلِكُ
تَمَكَّنَتْ بعد عِزٍّ في أحبَّتنا ... أيْدي الأعادي فما أبْقوا ولا تَرَكوا
لو أنَّ ما نالهم يُفدَى فديتهم ... بمُهجَتي وبما أصبَحْتُ أمتَلِكُ