قال عثمان: قال أبو اليمان: علم عمر أن الحجاج خارج لا محالة، فلما أغضبوه استعجل العقوبة التي لا بد لهم منها.
وأخرجه ابن عساكر (67/82) من طريق شريح بن عبيد عن عمر بن سليم الحضرمي ... وذكر نحوه.
قلت: وطريقه في علم هذا النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أسماء بنت الصديق، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في ثقيف كذاباً ومبيراً» ؛ فالكذاب: المختارُ بن أبي عبيد، والمبير هو الحجاج، كما فَسَّرتْ ذلك للحجاج حين قتل ولدها -رضي الله عنه-، وذلك ثابت في «صحيح مسلم» (4/1971-1972) .
وقد كان الحجاج من الملوك الجبارين الذين طغوا في البلاد، وقتل الجمَّ الغفير من صدر هذه الأمة، ومع هذا فأمره إلى الله، فإنه لم يقترف بغير الظلم وسفك الدماء، ولا يلتفت إلى قول الرافضة فيه من تكفيره وتكفير مستتيبيه، بل هو من ملوك الإسلام، له ما لهم، وعليه ما عليهم. أفاده ابن كثير في «مسند الفاروق» (2/663-664) .
وذكر البلاذري في «أنساب الأشراف» (10/387 - جمل منه) ضمن خبر طويل، فيه وصية عمر للمغيرة بن شعبة، وقوله له: «إني أريد أن أبعثك إلى بلد قد عشش فيه الشيطان» ؛ يريد: العراق. وأسنده من طريق ضعيف، ومنقطع.
وجاء نحوه ضمن أثر طويل عن كعب قوله في محاورة له مع عمر ... -رضي الله عنه-.
أخرج ابن عساكر (1/159) بسنده إلى أبي إدريس، قال:
قدم علينا عمر بن الخطاب الشام، فقال: إني أريد أن آتي العراق، فقال له كعب الأحبار: أُعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك. قال: وما تكره من