قلت: إسناده لا بأس به، وفي بعض رواته كلام لا يضر -إن شاء الله-، وإنما أطلت النفس في تخريجه مرفوعاً -أيضاً-، لشيوعه وكثرة سؤال الناس عنه، ولا سيما هذه الأيام.

وقد ظفرتُ به من كلام عمر -رضي الله عنه-، فلعل عبد الله أخذه عن أبيه، وهذا البيان:

أخرج أبو بكر البيهقي في كتابه «دلائل النبوة» (6/486-487) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو النصر، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح المصري، أن معاوية بن صالح حدثه عن شريح بن عبيد، عن أبي عَذَبَةَ، قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا أميرهم، فخرج غضبان، فصلى لنا الصلاة، فسهى فيها حتى جعل الناس يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فلما سلَّم أقبل على الناس، فقال: مَنْ هاهنا من أهل الشام؟ فقام رجل، ثم قام آخر، ثم قمت أنا ثالثاً أو رابعاً، فقال: يا أهل الشام! استعدوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ، اللهم إنهم قد لبسوا عليّ فالبس عليهم وعجل عليهم بالغلام الثقفي، يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يَقبَلُ من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم.

قال عبد الله بن صالح: وحدثني ابن لهيعة بمثله، قال: وما ولد الحجاج يومئذٍ.

وكذا رواه يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (2/529) عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح.

ورواه عثمان الدارمي ويعقوب بن سفيان (2/755) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (67/81-82) -، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (7/442) عن أبي اليمان، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة ابن أزهر، عن أبي عذبة، قال: قدمت على عمر رابع أربعة ... ، وذكر الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015