البخلِ. يعنونَ: لا يجودُ. فَبَسْطُ اليدِ معناه الجودُ، وقبضُ اليدِ معناه البخلُ، قال بعضُ العلماءِ: قَبْضُهُمْ أيديَهم: بخلُهم بما يلزمهم من الزكواتِ وسائرِ الإنفاقِ. وقال ( ... ) (?).
( .... ) وهذا معنًى معروفٌ في كلامِ العربِ، ومنه قولُ زهيرٍ (?):
تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ حَتَّى لَوَ انَّهُ ... دَعَاهَا لِقَْبضٍ لَمْ تُجِبْهُ أَنَامِلُهْ
وهذا معنَى قولِه: {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ}.
{نَسُوا اللَّهَ} المرادُ بالنسيانِ هنا: التركُ عمدًا، معناها: تَرَكُوا أوامرَ اللَّهِ وجعلوها وراءَ ظهورهم.
{فَنَسِيَهُمْ} اللَّهُ، تَرَكَهُمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ خيرٍ ومن كلِّ ثوابٍ. والعربُ تُطْلِقُ النسيانَ على الترك عمدًا (?)، ومنه قولُه: {نسيهم} أي: الله تركَهم من كلِّ خيرٍ، ومن كلِّ ثوابٍ. وَاللَّهُ (جل وعلا) يستحيلُ في حقِّه النسيانُ الذي هو ذهابُ الشيءِ عن العلمِ، فمعنَى {نسيهم}: تَرَكَهُمْ عمدًا وإرادةً؛ لأن الله (جل وعلا) لا يَنْسَى كما قال تعالى: {لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى (52)} [طه: الآية 52]، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)} [مريم: الآية 64]، وهذا معنَى قولِه: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}.