فِيهَا وَلاَ يَحْيَى} [طه: آية 74] {وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} [فاطر: آية 36] {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: آية 97] والحاصلُ أن مَنْ قال من السلفِ: «إن النار تَفْنَى ويبقى محلُّها لا أحدَ فيه» يجبُ حملُها كما صَرَّحَ به البغويُّ في تفسيرِه (?)
على الطبقةِ التي كان فيها عصاةُ المسلمينَ؛ لأن اللَّهَ يخرجُهم بعد أن تطهرهم النارُ فيؤولون إلى الجنةِ فتبقى طبقتُهم التي كانوا فيها خاويةً، أما الكفارُ فهم باقونَ معذبونَ لا يموتونَ ولا يخففُ عنهم العذابُ ولا تفنى النارُ عنهم، وقد نفى اللَّهُ فناءَها بقولِه: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} فَمَنْ يَدَّعِي أن لها خبوةً نهائيةً ليس بعدَها زيادةُ سعيرٍ رُدَّ عليه بهذه الآيةِ الكريمةِ، وكذلك لا يخرجون منها؛ لأن اللَّهَ يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: آية 20] {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} [الحج: آية 22] {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: آية 167] {وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: الآية 37] وكذلك لا يموتونَ فيها كما قال: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} [إبراهيم: آية 17] {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} [فاطر: آية 36] إلى غير ذلك من الآيات كما أوضحناه في هذه الدروس.
[10/ب] / (?) [أما آيةُ النبأِ، وهي قولُه: {لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} [النبأ: آية 23] فقد بَيَّنَتْهَا غايةَ البيانِ آيةُ سورةِ (ص)، وإيضاح ذلك أن