ذلك، سواء كانوا فقراءَ أو أغنياءَ. وهذا معنَى قولِه: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}.
والسهمُ [الرابع] (?) للمؤلفةِ قلوبُهم، والمؤلفةُ قلوبُهم المرادُ بهم قومٌ كانوا في زَمَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عندَهم إيمانٌ إلا أن إيمانَهم ليس بقويٍّ ولهم مكانةٌ وشوكةٌ إذا حَسُنَ إسلامُهم اعْتَزَّ بهم الإسلامُ والمسلمونَ وَقَوِيَتْ شوكةُ المسلمينَ، أو ناسٌ لهم شَرَفٌ إذا كانوا في الإسلامِ تَابَعَهُمْ غيرُهم، فالمرادُ أنه يكونُ رجالٌ دخلوا في الإسلامِ لهم مكانةٌ وقوةٌ وفائدةٌ للإسلامِ فيهم، وإيمانُهم ليس بقويٍّ، فَتُجْبَرُ خواطرُهم وَتُؤَلَّفُ قلوبُهم بالمالِ ليستحسنوا الإيمانَ ويتمكنَ الإسلامُ من قلوبِهم فتكون في ذلك المصلحةُ العامةُ للإسلامِ والمسلمينَ، ومعلومٌ أن المؤلفةَ قلوبُهم يُقَسِّمُهُمْ كتبُ الفروعِ إلى أقسامٍ متعددةٍ (?) وقصدنا هناك أن نذكرَ ما يكونُ مُصَرَّفًا للزكاةِ، وهو الإنسانُ الذي يكونُ في إسلامِه خيرٌ للمؤمنينَ، والظاهرُ أنه لا بد أن يكونَ مُسْلِمًا؛ لأَنَّ الزكاةَ لاَ تُدْفَعُ للكافرِ وهي قربةٌ لاَ يستحقُّها إلا المسلمونَ، فَمَنْ قال: إنها تُدْفَعُ للكافرِ لِيُسْلِمَ فالظاهرُ أنه خلافُ الظاهرِ.
وَاعْلَمْ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في زمنِه نصيبُ المؤلفةِ قلوبُهم، وَأَلْغَى عمرُ بنُ الخطابِ (رضي الله عنه) نصيبَ المؤلفةِ قلوبُهم، وَلَمْ يكن بعدَ ذلك مَعْرُوفًا فِي صدقاتِ المسلمينَ وزكواتِهم (?). وهذه الفقرةُ دَخَلَ منها كثيرٌ من الذينَ ينتصرونَ للقوانينِ بِشَيْطَنَةٍ وخفيةٍ وراءَ الستارِ، ويزعمونَ أن الشرعَ يتغيرُ بتغيرِ الأوضاعِ، قالوا: لأَنَّ النبيَّ دَفَعَ نصيبَ المؤلفةِ قلوبُهم وعمرُ لَمَّا رَأَى المصلحةَ لاَ تحتاجُ إلى