{فإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} يسخطونَ مضارعُ (سَخِطَ الأمرَ) بكسرِ الخاءِ (يسخَطه) بفتحِها (سَخَطًا) على القياسِ، وسُخْطًا إذا كَرِهَهُ، وسَخِطَ الرجلُ بمعنَى غَضِبَ، ومنه: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: آية 80] أي: غَضِبَ عليهم، والعياذُ بالله-.

ثم إِنَّ اللَّهَ قال: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [التوبة: آية 59] معروفٌ في عِلْمِ العربيةِ أن (لو) حرفُ شرطٍ في الْمَاضِي، وأن حروفَ الشرطِ إنما تَتَوَلَّى الجملَ الفعليةَ، ومعلومٌ أن (أن) في قولِه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا} في مَحَلِّ مصدرٍ، والمصدرُ الذي هي في محلِّه اسمٌ. والعلماءُ يُجِيبُونَ عن هذا بأن متعلقَ (لو) محذوفٌ (?) عاملٌ في قولِه: {أَنَّهُم} والمعنَى: ولو ثَبَتَ، أو لو وَقَعَ أنهم فَعَلُوا كذا لكان خيرًا لهم {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ} رَضُوا أصلُه: (رَضِيُوا) أصلُه (فِعْل) وأصلُ لامِه واوٌ؛ لأن أصلَ رضي (رَضِوَ) بالواوِ؛ لأنك تقولُ منها: الرضوانُ بالواوِ، ولا تقولُ: الرضيانُ بالياءِ. أصلُها (رَضِوَ)، بالواوِ فتطرفتِ الواوُ بعدَ كسرةٍ فوجبَ إبدالُها ياءً، فقيل فيها (رضي) بالياءِ مبدلةً من الواو (?) ومن المعروفِ في علمِ التصريفِ أن كُلَّ فعلٍ ناقصٍ - أَعْنِي معتلَّ الآخِرِ - إذا أُسْنِدَ إلى واوِ الجمعِ حُذِفَتْ لاَمُهُ، أصلُه (رضيو) والياءُ مبدلةٌ من واوٍ، فَحُذِفَتِ اللامُ التي هي ياءٌ أصلُها واوٌ وجُعلت كسرتُها ضمةً لمجانسةِ الواوِ، فَلِذَا قيل فيه: (رضوا) وأصلُ وزنِ الكلمةِ بالميزانِ الصرفيِّ (فَعِلُوا) ووزنُها الحاضرُ الآنَ (فَعُوا) لأنها محذوفةُ اللامِ. وهذا معنَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015