كانت تُرْضِعُ وَلَدَهَا إذا جَامَعَهَا زوجُها وهي ترضعُ ولدَها أن ذلك يُضْعِفُ ولدَها ويضعفُ عظمَه وَيَضُرُّهُ، وكانوا إذا ضَرَبَ الرجلُ فَنَبَا سيفُه عن الضريبةِ قالوا: هذا من آثارِ الغيلةِ عليه، وُطِئَتْ أُمُّهُ وهو يرضعُها حتى كان شاعرُهم يقول (?):

فَوَارِسُ لَمْ يُغَالُوا فِي رَضَاعٍ ... فَتَنبُوا فِي أَكُفِّهِمُ السُّيُوفُ

فَسَمِعَ صلى الله عليه وسلم عن الرومِ وفارسَ أنهم يفعلونَ هذا ولا يضرُّ أولادَهم فأخذ هذه الخطةَ الطبيةَ عن الرومِ وفارسَ (?). وهذه الخطةُ العسكريةُ عن فارسَ والانتفاعِ بهذه الخبرةِ عن هذا الرجلِ الكافرِ الذي يعبدُ الوثنَ ليعلِّم أمتَه أنهم يأخذون من الكفارِ أمورَهم الدنيويةَ البحتةَ، ولا يُقَلِّدُوهُمْ في كفرِهم وضلالِهم، وهذا واضحٌ لا إشكالَ فيه.

ومعنَى الآيةِ الكريمةِ: أن اللَّهَ (جل وعلا) يقولُ: إلا تَنْصُرُوا نَبِيَّ اللَّهِ وتتقاعسوا وتتباطؤوا عنه في غزوةِ تبوكَ فالله يَكْفِيهِ ولا يحتاجُ إليكم وقد نَصَرَهُ في مواضعَ أعسرَ وأشدَّ من هذا، فقد نَصَرَهُ اللَّهُ حين أَخْرَجَهُ الذين كفروا بما ذَكَرْنَا من تواطئِهم عليه وإلجائِهم إلى الخروجِ. كان بعضُ العلماءِ يقولُ (?): يُؤْخَذُ من هذه الآيةِ من سورةِ براءة بعضُ الأحكامِ الفقهيةِ، وأن الإنسانَ إذا أَكْرَهَ إنسانًا على الاعتداءِ، كَأَنْ أكرهَه على أن يقتلَ أو يتلفَ مالاً، أن المكرِه (بكسرِ الراءِ) أعنِي باسمِ الفاعلِ، يلزمُه غُرْمُ ذلك والقصاصُ فيه، لأَنَّ [الله] (?) نَسَبَ الإخراجَ إليهم؛ لأنهم أَلْجَؤُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم إليه. فَسَمَّى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015