أَلاَ هَلْ أَتَى عِرْسِي مُكَرِّي وَمَقْدَمِي ... بِوَادِي حُنَيْنٍ وَالأَسِنَّةُ تُشْرَعُ

إلى أن قال:

نَصَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْحَرْبِ تِسْعَةٌ ... وَقَدْ فَرَّ مَنْ قَدْ فَرَّ عَنْهُ فَأَقْشَعُوا ...

وَعَاشِرُنَا لاَقَى الْحِمَامَ بِنَفْسِهِ ... لِمَا مَسَّهُ فِي اللَّهِ لاَ يَتَوَجَّعُ

يعنِي بعاشرِهم الذي لاَقَى الحِمَامَ أي: الموتَ: أيمنَ بنَ أُمِّ أيمنَ (رضي الله عنه)، أُمُّهُ أُمُّ أيمنَ مولاةُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فرجع المسلمونَ لَمَّا سَمِعُوا نداءَ العباسِ، فاجتمعَ عليه من أوائلهم مئةُ رجلٍ، فَأَمَرَهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَصْدُقُوا الحملةَ على القومِ، فَاجْتَلَدَ الناسُ اجْتِلاَدًا شديدًا، فَنَظَرَ إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فإذا هم يَجْتَلِدُونَ ويتقاتلونَ قتالاً شديدًا، فقال (صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليه): «الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» (?). وكانت من الكلماتِ التي لم يُسْبَقْ قَبْلَهَا، قال بعضُ مَنْ رَوَى قِصَّةَ حنينٍ هذه: فوالله ما تَرَاجَعَ المسلمونَ إِلاَّ وَالأَسْرَى بجنبِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (?). وكان مِمَّنْ ثَبَتَ ذلك اليومَ ثَبَاتًا عظيمًا أُمُّ سليمٍ امرأةُ أَبِي طلحةَ، وهي حَامِلٌ في ذلك الوقتِ بعبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، كانت تشدُّ وَسْطَهَا بِبُرْدٍ وفي يدِها خنجرٌ، وهي مُمْسِكَةٌ بعيرِ أَبِي طلحةَ، وَلَمَّا سَأَلُوهَا عن الخنجرِ قالت: إذا قَرُبَ مِنِّي بعضُ المشركين بَعَجْتُ به بَطْنَهُ (?). فهي عظيمةٌ في الشجاعةِ والثباتِ، فرجعَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَرَكِبُوا أكتافَ العدوِّ يَقْتَلُونَهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015