هذا!! وهذا يتمسك به الملاحدةُ وأذنابُ الكفرةِ (?).
والجوابُ عن هذا أن الكافرَ - قَبَّحَهُ اللَّهُ - خبثُه الذي ينطوي عليه الذي هو سببُ كُلِّ ما جاءه من البلايا هو دائمٌ أبدًا لا يزولُ ولا ينقطعُ، فكان جزاؤُه دائمًا لا يزولُ ولاَ ينقطعُ، والله (جلَّ وعلا) يقول: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ} [الأنفال: آية 21] (خيرًا) نكرةٌ في سياقِ الشرطِ وهي تَعُمُّ، فلا يكونُ في قلوبِهم خيرٌ أبدًا في وقتٍ ما كائنًا ما كَانَ. ومما يوضحُ ذلك: أنهم لَمَّا عاينوا النارَ، وشاهدوا الحقائقَ، وكشفَ اللَّهُ غطاءهم عنهم، وَعَايَنُوا كُلَّ شيءٍ، وَتَمَنَّوُا الردَّ إلى الدنيا مرةً أخرى، صرَّح اللَّهُ بأن ما طُبِعُوا عليه وما جُبِلُوا عليه من الكفرِ لا يزولُ أبدًا، وأنه لو رَدَّهُمْ إلى الدنيا لرجعوا إلى كفرهم؛ لأنهم مُنْطَوُونَ عليه لا يفارقُهم أبدًا، كما قال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: آية 28] فهذا يدلُّ على أنهم لا يَنْفَكُّونَ عن كفرِهم، وأنهم دائمونَ عليه أبدًا، فكان جزاؤُه دائمًا عليهم أبدًا، جزاءً وفاقًا، ولله (جل وعلا) الحكمةُ في كل ما يفعلُه، وهو الحكمُ العدلُ اللطيفُ الخبيرُ. وهذا معنَى قولِه: {أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ}.
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)} [التوبة: آية 18].
[المقررُ] (?) عند علماءِ العربيةِ أن (إنما) أداةُ حصرٍ وإثباتٍ.