كامن في صدره، والتمكن من الأعداء والتسليط عليهم وقتلهم وأسرهم يشفي ذلك الداء الكامن في الصدر، فينشرح الصدر، ويزول ما كان فيه من كامن المرض الدَّفِين والحِقْد على الكفار. وهذا معنى معروف في كلام العرب مشهور مبتذل جدّاً، ومنه قول مهلهل بن ربيعة (?):
ولكنَّا نَهَكْنَا الْقَوْمَ ضَرْباً ... عَلَى الأَثْبَاجِ مِنْهُمْ وَالنّحُورِ ...
هتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَادٍ ... وَبَعْضُ القَتْلِ أَشْفَى للصُّدُورِ
لأن طالب الثأر كأنه وَغِر الضمير حران، فإذا قتل صاحبه بردت غلته وشُفي ما في صدره. وهذا كثير معروف في كلام العرب مَشْهُور. وهذا معنى قوله: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة: آية 14] قال جَمَاهِيرٌ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِير: إن المراد بالقَوْمِ المؤمنين أنهم خزاعة (?) حيث تَمَالأَ عليهم البكريون وقريش وقتّلوهم في الحرم، واسْتَنْجَدُوا بالنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم لما أرسلوا عمرو بن سالم في قوم منهم بديل بن ورقاء، وقال عمرو رجزه الذي ذكرنا قبل هذا. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ نُصِرْتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ» (?) يعني مِنْ خُزَاعَةَ، وقد كان ذلك سبباً لغزاة الفتح، وقد قتل جماعة من المشركين يوم الفتح، قال بعض المؤرخين: قتل منهم اثنا عشر رجلاً يوم فتح مكة، والأظهر كما قدمنا مراراً أن أهل مكة قُتلت منهم جماعات. وقد جاء في صحيح مسلم ما يدل على ذلك (?)، ويدل