على ذلك رجز حماس بن قيس المشهور الذي هو مشهور عند العلماء؛ لأن حماس بن قيس كان في مكة، وكان يقول لامرأته: لأُخدمنك نساء محمد صلى الله عليه وسلم، ولأجعلهن لك خدماً. وكان يقول لها: إذا جئتك منهزماً فأغلقي الباب دوني. فكان في ذلك اليوم في الطائفة التي وقع فيها القتل والقتال فجاءها مذعوراً منهزماً، وكان يقول قبل يوم الفتح (?):
إنْ يُقْبِلُوا اليَوْمَ فَمَا لِي عِلَّةٌ ... هَذَا سِلاَحٌ كَامِلٌ وأَلَّه ...
وذُو غِرَارَيْنِ سَرِيْعُ السَّلَّه
فلما جاء زَوْجَتَهُ ووجهه كأنه زَعْفَران مِنَ الخَوْفِ، وقال لها تفتح له الباب، فقالت له: أين الذي كنت تقول؟ فقال (?):
إِنَّكِ لَوْ شَهِدْتِ يَوْمَ الخَنْدَمَهْ ... إِذْ فَرَّ صَفْوانٌ وفَرَّ عِكْرِمَهْ ...
واسْتَقْبَلَتْنَا بالسّيوفِ المُسْلِمَهْ ... لهُمْ نَهِيتٌ خَلْفَنَا وَهَمْهَمَهْ ...
يقْطَعْنَ كُلَّ سَاعِدٍ وجُمْجُمهْ ... ضَرْباً فَلاَ تَسْمعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ ...
لَمْ تَنْطِقِي بِاللَّوْمِ أَدْنَى كَلِمَهْ
وهذا صريح في أنهم قاتلوا وقتلوا. وفي صحيح مسلم: أنهم لم يتعرض لهم ذلك اليوم أحد إلا أناموه (?) كما هو معروف. وقد ذكرناه مُفصلاً في سورة الأنفال (?). فهذا القتل -قتل قريش وإذلالهم