لقد كَذَبَ الواشُونَ ما فُهْتُ عِنْدَهُمْ ... بِقَوْلٍ وَلا أرسَلْتَهُم بِرَسُولِ

يعني: ما أرسلتهم برسالة. ومن فوائد كون أصل الرسول مصدراً؛ لأن هذا الأصل يُحل به بعض الإشكالات في القرآن؛ لأَنَّ مِنَ المُقَرَّرِ فِي عِلْمِ العَرَبِيَّة أن المصدر إذا نُعت به أُلزم الإفراد والتذكير، وربما تنوسي كونه مصدراً فجُمِع (?)، وقد جاء (الرسول) مجموعاً بلفظ المفرد، وقد جاء مُثَنى بلفظ المفرد؛ لأن الله قال في سورة طه: {إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا} [طه: آية 47] فثنّى، وقال في سورة الشعراء: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} بالإفراد. ووجه الإفراد في آية الشعراء: أن أصل الرسول مصدر، والمصادر إذا نُزِّلت منزلة الأوصاف أُفردت وذُكِّرَت، ويدل لهذا أنه سُمع في لغة العرب إطلاق الرسول مراداً به الجمع؛ لأن أصله مصدر، ومنه بذلك المعنى قول أبي ذؤيب الهذلي (?):

أَلِكْنِي إليها وخَيرُ الرسولِ ... أَعْلَمُهُم بنَوَاحي الخَبَر

يعني: وخير الرسل. وهذا معنى قوله: {وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ}.

ثم قال: {وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [التوبة: آية 13] حذف المتعلق لقوله: {بَدَؤُوكُمْ} والظاهر أن المعنى: بدؤوكم بالقتال والعدوان عليكم أول مرة، واختلف العلماء في وجه ذلك على قولين (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015