قوله: {لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} متعلق بقوله: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} فقاتلوهم لأجل أن يكون قتالكم لهم رادعاً وسبباً لانتهائهم.

وقد قدمنا في هذه الدروس مراراً (?) أَنَّ مِنْ أَشْهَرِ مَعَانِي (لعل) في القرآن معنيان:

أحدهما: أنها على معناها الظاهر من التَّرَجِّي، والمعنى: قاتلوهم على رَجَائِكُمْ أنَّ ذَلِك القتال يكون موجباً لانتهائهم عن الكُفْر والطعن في الدين، وهذا بحسب ما يظهر للناس الذين يجهلون العواقب، أما الله (جلّ وعلا) فهو عالم بما كان وما يكون، وعلى هذا المعنى فقوله: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} [طه: آية 44] أي: على رجائكما بقدر علمكما أن يكون ذلك سبباً لأن يتذكر أو يخشى.

الوجه الثاني: هو ما قاله بعض علماء التفسير من أن كل (لعل) في القرآن فهي بمعنى: التعليل، إلا التي في الشعراء {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)} [الشعراء: آية 129] قالوا: هي بمعنى كأنَّكُمْ تَخْلدون. وإتيان «لعل» بمعنى التعليل معنىً معروف في كلام العرب، ومنه قول الشاعر (?):

فقُلتُم لنا كُفُّوا الحروبَ لعلَّنَا ... نكفُّ ووثَّقْتُم لَنَا كلَّ موثقِ

فقوله: «كفوا الحروب لعلنا نكف» أي: كفوا لأجل أن نكف عنكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015