وقوله: {يَنتَهُونَ} أي: يَرْتَدِعُونَ ويَكُفُّونَ وَيَنْزَجِرُونَ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ والطَّعْنِ في الدين.
وقد أخذ العلماء من هذه الآية الكريمة من سورة براءة: أن الذي يطعن في دين الإسلام بلسانه ويستخف به أنه يُقتل (?)، أما إذا كان ذِمِّيّاً عُقِدَت له ذِمَّةُ المسلمين فطعن في الإسلام أو سبّ النبي صلى الله عليه وسلم فالجمهور على أنه يُقتل (?)؛ لأن ذلك ينتقض به عهده ويبطل به عهده. وقال بعض العلماء: إنه لا يقتل ولكنه يُؤدَّب ويُعَزَّر؛ لأنَّهُ أُعْطِيَ له الأمان وهو على كفره. والأول أظْهَر. وهذا معنى قوله: {إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} أي: قاتلوهم لَعَلَّهُمْ يَنتَهُون عن كفرهم.
[2/ب] / قال تعالى: {أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ (13)} [التوبة: آية 13].
(ألا) هنا حرف تَحْضِيض، والتَّحْضِيض معناه الطلب بِحَثٍّ وشِدَّة. والمعنى: إن الله هنا طلب منهم بِحَثّ وشدة أن يقاتلوا هؤلاء الكفَرَة أئمة الكفر، وبيّن لهم أن قِتَالهُمْ إيَّاهُمْ الذي حضَّض عليهم فيه أن له أسباباً متعددة، كل واحد منها يستوجبه بانفراده، فكيف بها مجموعة؟!
الأول منها: أنهم نكثوا أيمانهم.
الثاني: أنهم هموا بإخراج الرسول (صلوات الله وسلامه عليه).