{إِلاَّ الَّذِينَ [عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}] (?) [التوبة: آية 7] لأن صلح الحديبية الذي عقده النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش بواسطة سهيل بن عمرو العامري (رضي الله عنه) دخل في حلف قريش ودخل في صلحهم معهم قبائل من كنانة بن مدركة، منهم: بنو الديل، وبنو ضمرة، وبنو مدلج أولاد بكر بن عبد مناة بن كنانة، وبنو جذيمة بن عامر، عامر هو ابن عبد مناة بن كنانة أخو بكر. فهم أربع قبائل من كنانة، هؤلاء القبائل الأربع من كنانة بن مدركة كانوا أهل عهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش، ثم نقض العهد منهم بنو الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بأن عَدَوا على خُزَاعَةَ، ونقض معهم قريش حيث أعانوهم على الخزاعيين، وبَقِيَ بَنُو ضَمْرَةَ وبَنُو جذيمة بن عامر وبنو مدْلِج على عهدهم لم ينقضوا، وهم الذين استثناهم الله (?).
وهذه المعاهدة وقع عَهْدُهَا في الحُدَيْبِيَةِ كما عليه جميع المؤرخين. والله (جلّ وعلا) ذكر أنها في المَسْجِدِ الحَرَام، والتحقيق أن الحديبية بعضها في الحلّ وبعضها في الحرم. وهذه الآية تدل على أن معاهدة الحديبية وقعت في الطَّرف منها الذي هو مِنَ الحَرَم؛ لأنه جرت العادة أن الله رُبَّمَا أطْلَقَ المسجد الحرام وأراد به جميع الحرم، فالمراد به هنا: إلا الذين عاهدتم في حرم الله عند الحديبية.