الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)} [التوبة: الآيات 7 - 11].

{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)} [التوبة: آية 7].

لما أنزل الله أول هذه السورة {بَرَاءةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [التوبة: آية 1] فنبذ العهد إلى كل المعاهدين، وأعلمهم بأنهم حرب بعد مضي أربعة أشهر، ولم يستثنِ من ذلك إلا القوم الذين ثبتوا على عهدهم ولم ينقضوه، ولم يظاهروا أحداً على المؤمنين، بَيَّن في هذه الآية الكريمة أنَّ ذلك الحكم المذكور في أول هذه السورة أنَّه حكم واقع في محله، وأنَّ نبذ العهود إلى المشركين أمرٌ في غاية الإحكام والصواب؛ لأنه قال: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ} (كيف) هنا حرف يدل على الاستبعاد، يُستبعد جدّاً أن يكون للمشركين عهد يُحْفظون به ويأمنون به على أنفسهم وأموالهم، مع خبث ما يبطنونه من العَدَاوَةِ للمُسْلِمِينَ.

[2/أ] / والمعنى: أنَّ نبذ عهودهم إليهم حكم في غاية الصواب واقع في موقعه، موضوع في موضعه؛ لأنهم أهل خبثٍ وأهل عداوةٍ ومكْرٍ للإسلام، يستحقون بنبذ عهودهم إليهم، وأن يكونوا حَرباً، إلا الطائفة الذين ثبتوا. وهذا معنى قوله: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ} يأمنون به على أنفسهم وأموالهم {عِندَ اللَّهِ} يأمر نبيه بالوفاء به {وَعِندَ رَسُولِهِ} صلى الله عليه وسلم يعمل لهم بمقتضاه {إِلاَّ} الطائفة الثابتة التي لم يوجد منها غدر ولا مكر فهؤلاء مستثنون كما تقدم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015