وبعضهم ينقص، وبعضهم يزيد، والروايات متفقة على أنه أرسله بهذه السورة الكريمة، بشيء منها يؤذن بها في المواسم.
ومضمون ما كان يؤذن به عليٌّ (رضي الله عنه) راجع إلى أربع جمل: إحداها: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ومن كان له عهد فعهده إلى مُدَّتِهِ.
وكان يؤذن في الناس بهذا. فعلم الكفار أنه لا عهود بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ومن العام القابل وهو عام عشر لم يحج البيت كافر، ولم يطف بعدها عريان، فحجّ النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى قوله: {بَرَاءةٌ} البراءة مصدر كالشناءة والدناءة. وإعرابه (?): قال بعض العلماء: هو مبتدأ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: هَذِهِ بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ.
وقال بعض العلماء: لا مانع من كون قوله: {بَرَاءةٌ} مبتدأ، وسوَّغَ الابتداء بالنكرة لأنها وُصفت بقوله: {مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} كما قال (?):
........................... ... ورَجُلٌ من الكِرَامِ عندنَا
وأن قوله: {إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم} خبر المبتدأ، والوجهان من الإعراب كلاهما صحيح، والمعنى: هذه براءة من الله. أو براءة من الله واصلة إلى الذين عاهدتم من المشركين. ولفظة (من) في قوله: