لا تأْمَنَنَّ فَزَاريّاً خَلوتَ به ... على قَلُوصِكَ واكْتُبها بأسْيَارِ
يعني: خِط فرجها بأسيار لئلا يزني بها. هذا أصل معنى الكتابة.
وجمهور العلماء على أن معنى: {فِي كِتَابِ اللَّهِ} أي: في حُكْمِ اللهِ الذي هو حكمه الذي استقر عليه أمره، أن الميراث بالرحم والقرابات لا بالهجرة والمؤاخاة، فهذا نسخ هذا كما هو الذي عليه جمهور العلماء {فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال: الآية 75].
اختلف العلماء في المراد بـ {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ} في هذه الآية (?)، فذهب جماعة من العلماء إلى أن المراد بأولي الأرحام هم خصوص الذين أعطاهم الله مواريث من عصبات، أو أصحاب فروض، وأن هذه الآية بينتها آيات المواريث، وأن من لم يبيّن الله له نصيباً في كتابه لا شيء له ولا يدخل في هذا، وهذا قال به جماعة من العلماء، وممن ذهب إليه: مالك والشافعي (رحمهم الله)، قالوا: لا ميراث إلا لمن سمّى الله له شيئاً، والمراد بـ (أولوا الأرحام) هذا مجمل بيّنته آيات المواريث، فلا ميراث لمن لم يجعل الله له سهماً. ومن أصرح أدلتهم في هذا حديث: «إِنَّ اللهَ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ» (?)