حتى صارت جملة عظيمة من الجيش، ومنه قول نابغة ذبيان (?):

ولا عَيبَ فيهم غَيرَ أن سُيُوفَهم ... بهنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكَتَائِبِ

ومن هذا المعنى سُمِّيَت الكتابة كتابة؛ لأنك تضم نقش حرف إلى حرف إلى حرف حتى يتألف من مجموع هذا نقوش تُقْرأ بها ألفاظ؛ ولأجل هذا قيل للخياطة (كَتْب) فالخياط يسمى كاتباً؛ لأنه يضم أطراف الأديم بعضها إلى بعض، وأطراف الثوب بعضها إلى بعض فيخيطها، فالخياطون كُتّاب، وفي لُغَز الحريري (?):

وكَاتِبِينَ وما خَطَّتْ أَنَامِلُهم ... حرفاً ولا قرءوا ما خُطَّ في الكُتبِ

يعني: الخياطين، ومنه قيل للسير الذي تُشد به الرقعة في السقاء: كُتْبة، وقيل لنفس الرقعة كُتبة؛ لأنها تضم في السقاء يُرقع بها، ومنه قول غيلان بن عقبة ذي الرمة (?):

ما بَالُ عَيْنَيْكَ مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ ... كأنَّهُ مِنْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ ...

وفْرَاءَ غَرْفِيَّة أَثْأَى خَوَارِزَهَا ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بينها الكُتَبُ

يعني: ماء يسيل ضيعته الرقع والسيور المشدودة بها الرقع في السقاء يسيل منها، شبَّه دمعه به. ومن تسمية الخياطين (كتَّابين) قول ابن دارة يهجو فزارة (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015