(صلوات الله وسلامه عليه) لم يعلموا به حتى قرُب من ديارهم، وكان ما وقع مما هو مشهور يوم الفتح. وهذا معنى قوله: {فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء}.

{إِنَّ اللَّهَ} جل وعلا {لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} [الأنفال: الآية 58] وكل شيء لا [يحبه] (?) الله دل على أن صاحبه مرتكب جريمة وذنباً عظيماً. والخائنون: جمع خائن، وأصل الهمزة في {الخَائِنِينَ} مبدلة من واو؛ لأن (الفاعل) من الأجوف تبدل عينه همزة، سواء كانت واواً أو ياءً، والهمزة في محل الواو؛ لأن المادة واوية العين كما بينا (?). فالله (جل وعلا) يبغض الخائنين، فلا ينبغي للإنسان أن يخون، وهذا مِنْ مَكَارِمِ الأخلاق، وغاية عدالة الكتب السماوية وإنصافها.

وقوله جل وعلا: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ (59)} [الأنفال: الآية 59] في هذا الحرف ثلاث قراءات سبعية (?): قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي: {وَلاَ تَحْسِبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} بالتاء الفوقية وكسر السين من (تَحسِبَن). وقرأه عاصم في رواية شعبة وحده أعني أبا بكر: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ} بالتاء الفوقية للمخاطب وفتح سين (تَحسَبن) وقرأه ابن عامر وحمزة وعاصم في رواية حفص: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ} بياء الغيبة التحتية وفتح سين (يحسَبن).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015