تسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا {وَرِئَاء النَّاسِ} [الأنفال: الآية 47] هو الذي يفعل الفعل لأجل أن يراه الناس فيحمدونه عليه، ويعظمونه عليه لا لوجه الله. وهذا معنى قوله: {كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً} أي: لأجل البطر. أو: بطرين متكبرين عن الحق، متصفين بالفخر والخيلاء.
وقال بعض العلماء: البطر: التكبر عن الحق مع غمط الناس حقوقهم.
قال بعضهم: البطر: سوء احتمال النعمة، فمَنْ أنْعَمَ الله عليه نعمة وصار يعمل فيها عمل الإسراف فيما لا يرضي فهو مِن البَطِرِينَ. وعلى كل حال فهم بطرون؛ لأنهم تكبروا عن قبول الحق، وغمطوا الناس حقوقهم، وجاءوا في فخر وخيلاء. وفي قصة بدر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رآهم متصوِّبِينَ مِنْ كَثِيب بدر قال: «اللَّهُمَّ هَذِهِ قُرَيْشٌ أَقْبَلَتْ تَحَادُّكَ وتُكَذِّبُ رَسُولَكَ، هَذِهِ قُرَيْشٌ أَقْبَلَتْ بِفَخْرِهَا وَخُيَلائِهَا - وهو محل الشاهد - تحادّك وتكذب رَسُولَكَ، اللَّهُمَّ أحْنِهِمُ الغَدَاةَ» (?) كما هو معروف في محله. وهذا معنى قوله: {كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ} هم أبو جهل وأصحابه من النفير الذين قُتل أشرافهم، وأسروا على شفير بدر كما هو معروف.
وكان بعض العلماء يقول (?): أفخر بيت قالته العرب بيت حسان بن ثابت (رضي الله عنه) في بدر حيث يقول (?):