عنترة، أو غيره (?):

فصَبَرْتِ عارفةً بذلكَ حُرَّةً ... ترسُو إذا نفسُ الجَبَانِ تطَلَّعُ

يعني: حبست نفساً عارفةً بذلك على القتال. هذا أصل معنى الصبر.

والصبر في الشرع يتناول أموراً كثيرة منها (?): الصبر تحت ظلال السيوف؛ لأن الجنة تحت ظلال السيوف. {وَاصْبِرُواْ} أي: ويتناول ذلك الصبر صبركم تحت ظلال السيوف في الميدان، ويتناول الصبر أيضاً: الصبر عن معصية الله وإن اشتعلت نار الشهوات، والصبر على طاعة الله وإن كنت كالقابض على الجمر. يتناول الصبر الصبرَ على هذا كله، والصبر على المصائب عند الصدمة الأولى. وهذا معنى قوله: {وَاصْبِرُواْ}.

{إِنَّ اللَّهَ} جل وعلا {مَعَ الصَّابِرِينَ} ومعيته للصابرين معية نصر وتأييد وتوفيق؛ لأن الله (تبارك وتعالى) ذكر في كتابه معية خاصة للمتقين والصابرين والمحسنين: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)} [النحل: الآية 128] {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: الآية 40] فهذه المعية الخاصة هي بالنصر والتوفيق ونحو ذلك. والمعية العامة هي بالإحاطة الكاملة، ونفوذ العلم، وإحاطته -جل وعلا- بكل شيء معلومة، وهي المذكورة في قوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله: {وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: الآية 7]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015