سببية. والمعنى: أن التنازع سبب للفشل، والفشل: عدم النجاح والضعف والخور وعدم التمكن. والفاء سببية، والمضارع منصوب بعدها بـ (أن) المضمرة كما هو معلوم في محله. وقوله: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} معطوف على المنصوب بـ (أن) المضمرة قبله.

وقوله: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} للعلماء في المراد بالريح هنا أقوال متقاربة لا يكذب بعضها بعضاً (?):

قال بعضهم: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} معناه: تذهب قوتكم. وهذا كالتوكيد لقوله: {فَتَفْشَلُواْ}؛ لأن من فشلوا فقد ذهبت قوتهم، وحاصل الريح هذه في كلام العرب أنهم يريدون بها الدولة أعْنِي: وتذهب دولتكم ويكون الأمر إلى غيركم؛ لأن العرب تقول: «هَبَّتْ رِيحُ فُلاَنٍ». أي: دالت دولته وجاء وقته الذي يتمكن به. وهذا معنى معروف في كلام العرب وفي لُغَتِهَا التي نزل بها القرآن، وهو معْنًى مشهور معروف. «هبت ريحك فاغتنم» أي: دالت دولتك وجاء الوقت الذي أنت تتمكن فيه. هذا معناه معروف في كلام العرب، وعلى هذا المعنى {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي: تَنْعَدِمُ دَوْلَتُكُمْ وتضيع، ويصير الأمر إلى غيركم، وهذا المعنى معروف في كلام العرب، ومنه قول الشاعر (?):

يَا صَاحِبَيَّ ألاَ لاَ حَيَّ بِالوَادِي ... إِلاَّ عَبِيداً قُعُوداً بَيْنَ أذْوَادِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015