الكفاح المُسَلَّح، فالمفروض أن الرجال تَنْزِل رؤوسهم عن أعناقهم في هذا الوقت الضنك الحرج، فالقرآن الذي هو تنزيل رَبّ العالمين يوضح الخطة العسكرية كما ينبغي (?)، على الوجه الذي يردون فيه العدو، وليتسنى لهم في ذلك الوقت الاتصال بخالق السماوات والأرض وأداءُ أدَبٍ من الآداب الروحية الذي هو الصلاة في الجماعة في ذلك الوقت، فالصلاة في الجماعة وقت الْتِحَام ذلك الكِفَاح المُسَلَّح هي من ذكر الله المأمور به هنا في سورة الأنفال في قوله: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ} فالمؤمنون إن ساروا في ضوء هذه التعاليم السماوية، وكانوا في طاعة الله، وفي ذكر الله، وتقدموا صابرين في الميدان فإنهم لا يقوم أمامهم شيء، كما هو مشاهد في التاريخ لأن هؤلاء الرجال الذين عُلِّموا هذا التعليم في آية الأنفال هذه {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ} وفي سورة النساء: {فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ} [النساء: الآية 102] ليصلّوا الجماعة في ذلك الوقت الحرج، ويقوّون صلتهم بالله، هؤلاء الذين أخذوا بهذه التعاليم هم الذين أخذوا كنوز قيصر وكسرى، وحملوا نور الإسلام في مشارق الدنيا، ودان لهم جميع الأمم، ورفعوا رايات الإسلام في جميع أقطار الدنيا.
أما هؤلاء الذين يَبِيتُون يَشْرَبُون الخمور، وتعزف عليهم القيان، وهم في المجالس الماجنة الخليعة، ثم بعد ذلك يصبحون في الميدان فهؤلاء ليسوا برجال ميدان، ولا يُرجى منهم تحقق شيء، ولا رد مسلوب من بلاد، ولا مِنْ مَجْد، ولا من شيء!! فما دام الذين يتقدمون في خطوط النار الأمامية فجرة، شَرَبَة للخمور، أصحاب معازف وغوانٍ وملاهٍ، فهؤلاء من يريد النصر