الحرف ابن عامر، وابن كثير، وأبو عمرو (?): {وَإِلَى اللهِ تَرْجِعُ الأمُورُ} ببناء الفعل للفاعل. وقرأه بقية السبعة: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ} ببناء الفعل للمفعول. فـ (الأمور) على الأول فاعل (ترجع) وعلى القراءة الثانية: نائب فاعل (تُرجع) (?). و (الأمور) جمع أمر، ويعم كل الشئون. والمعنى: مدار الأمور ومصيرها إليه (جل وعلا) كما قال تعالى: {أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ} [الشورى: الآية 53] وقد صار إليه هذا الأمر وآل إليه فنفذ فيه مشيئته وقدرته، وهيأ الأسباب حتى هزم الكفرة وقتل صناديدهم ورؤساءهم وكسر شوكتهم على أيدي أوليائه المسلمين، ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأيّدهم بنصره، وهذا قضاؤه وقدره (جل وعلا)، والله يهيئ الأسباب، ولو شاء فعل بلا سبب، إلا أنه اقتضت حكمته أن يرتب المسبّبات على أسباب، ويسبب للأشياء (جل وعلا) سبحانه وتعالى.
[5/ب] / {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ (45) وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ